العواصف الشمسية - Solar storms

العواصف الشمسية- Solar storms


تتمثل العواصف الشمسية في سلسلة من التوهجات الشمسية والانبعاثات الكتلية الإكليلية التي تبهر السماء، وإلى جانب الشفق القطبي المذهل، هناك مخاوف بشأن التأثيرات التي من المحتمل أن تولد اضطرابات في شبكات الاتصالات على الأرض.

التاريخ الحديث للعواصف الشمسية

تتسبب العواصف الإشعاعية الشمسية في حدوث العديد من التأثيرات بالقرب من الأرض، فعند تصطدم البروتونات النشطة بإنسان بشري أو أجهزة إلكترونية كالأقمار الصناعية في الفضاء، فإنها قد تخترق الجسم الذي تصطدم به وتتسبب في تلف الدوائر الإلكترونية أو الحمض النووي البيولوجي. كما أن البروتونات النشطة عندما تصطدم بالغلاف الجوي، فإنها تؤين الذرات والجزيئات وبالتالي تخلق إلكترونات حرة. وتشكل هذه الإلكترونات طبقة بالقرب من قاع الغلاف الأيوني يمكنها امتصاص موجات الراديو عالية التردد مما يجعل الاتصالات اللاسلكية صعبة أو مستحيلة.

أحداث العواصف الشمسية المذكورة في التاريخ

في سبتمبر 1859 رغم أن العالم لم يكن يعتمد على التكنولوجيا مع ذلك فقد أدت - أقوى عاصفة شمسية تم تسجيلها - في حدوث اضطرابات كبيرة في نظام التلغراف في جميع أنحاء أوروبا وأمريكا الشمالية عن العمل وبدأت في التسبب في اندلاع شرارات، مما أدى إلى نشوب حرائق في بعض الحالات، قبل ساعات من وقوع الحدث، لاحظ الباحثون أول انفجار شمسي مؤكد على الإطلاق - وهو انفجار قوي من الإشعاع المنبعث من الشمس. كان بمثابة تحذير من أن شيئًا كبيراً على وشك أن يحدث في الأرض. أضاءت معظم السماء الشمالية والجنوبية بأضواء قطبية لامعة (أضواء شمالية وجنوبية) مما يشير إلى أن عاصفة شمسية ضخمة كانت في طريقها، حيث كانت هذه العاصفة واحدة من أقوى العواصف الذي شهدها التاريخ القريب.

في أغسطس 1972 اندلع انفجار شمسي قوي من الشمس، أعقبه انفجار كتلي إكليلي أدى إلى عاصفة جيومغناطيسية كبيرة تسببت في خسائر هائلة في الطاقة وتعطل أنظمة تحديد المواقع العالمية والاتصالات عبر الأقمار الصناعية، حيث أدى الانفجار الشمسي الكبير إلى انقطاع الاتصالات الهاتفية طويلة المدى في بعض الولايات، بما في ذلك "إلينوي"، وقد أدى هذا الحدث إلى دفع شركة "AT&T" إلى إعادة تصميم نظام الطاقة الخاص بها للكابلات.

في مارس 1989 تسببت أكبر عاصفة مغناطيسية في تأثيرات واسعة النطاق على أنظمة الطاقة بما في ذلك انقطاع التيار الكهربائي في كندا، مما ترك ستة ملايين شخص بدون كهرباء لمدة تسع ساعات، حيث تسبب التوهج الشمسي في تعطيل نقل الطاقة الكهربائية من محطة توليد الكهرباء "هيدرو كيبيك"، بل وأذاب بعض محولات الطاقة في "نيوجيرسي". ومنذ ذلك الحين أصبح هذا الحدث اضطراباً نموذجياً لفحص الخطر الجيومغناطيسي لأنظمة الطاقة.

في يوليو 2000 سجل ثوراناً شمسياً كبيراً قدر بحدود X5 على مقياس التوهجات الشمسية، حيث تسبب في حدوث تماس كهربائي لبعض الأقمار الصناعية وانقطاع بعض موجات الراديو، لأنه كان موجهاً بشكب مباشر نحو الأرض، إذ تسبب الوهج في تضخم الغلاف الجوي العلوي، وقد تعرض أحد الأقمار الصناعية للسحب من الغلاف الجوي وسقط من مداره. وانقطعت الاتصالات الأرضية والفضائية والذي كان نتيجة لاصطدام جسيمات عالية الطاقة بالعديد من المركبات الفضائية. ولكن كان هناك جزء جميل إضافي من هذا الحدث بأكمله وهو الشفق القطبي.

في أكتوبر 2003 أطلقت الشمس سلسلة من العواصف الشمسية الضخمة، بعضها منها ضرب الأرض. وبدون سابق إنذار، ظهرت ثلاث مجموعات ضخمة وكثيفة للغاية من البقع الشمسية على سطح الشمس، وكان حجم أكبرها أكثر من 13 ضعف حجم الأرض. وبسبب حجمها الشديد وبنيتها المعقدة، رافقت الزيادة المفاجئة في البقع الشمسية 17 توهجاً شمسياً كبيراً، لقد كانت شديدة لدرجة أنها طغت على مستشعر المركبة الفضائية الذي يقيسها. وبشكلً خاص كانت هذه العواصف مخيفة لأنها حدثت خلال فترة من الدورة الشمسية حيث من المفترض أن يكون النشاط الشمسي هادئاً نسبياً بعد حوالي عامين إلى ثلاثة أعوام من ذروة النشاط الشمسي.

في ديسمبر 2006 أطلقت الشمس شعلة شمسية ضخمة مصحوبة بانبعاث كتلي إكليلي كان يبدو أنه متجه نحو الأرض، حيث ظهرت وابل من الجسيمات عالية الطاقة على شكل بقع وخطوط بيضاء على أجهزة التصوير على متن المراقب الأساسي للعواصف الشمسية، مع ذلك فقد تسبب هذه الانفجارات في تعطيل الاتصالات بين الأقمار الصناعية والأرض وإشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لمدة 10 دقائق تقريبًا.

في فبراير 2022 دمرت عاصفة جيومغناطيسية ما يصل إلى 40 قمراً صناعيًا من ستارلينك وبدأت بالتساقط إلى الأرض بعد وقت قصير من نشرها وفي النهاية احترقت في الغلاف الجوي، حيث ما تولده العاصفة الجيومغناطيسية من سحب متزايده من تأثير، يأتي عندما يمتص الغلاف الجوي للأرض الطاقة من العواصف، ويسخن ويتمدد إلى الأعلى، مما يؤدي إلى نشوء غلاف حراري كثيف يمتد من حوالي (80 كم) إلى حوالي (1000 كم) فوق سطح الأرض. 

تعليقات